Saturday, August 8, 2015

حوار مع موقع بلادنا 23 يوليوز 2015

 
 
 
بلادْنا – عايدة الصادقي الخميس 23 يوليو 2015 – 09:45
سعيد باحاجين،  باحث شاب طانجاوي مثل المغرب احسن تمثيل وحظي بتكريم مؤخرا من طرف العاهل الاسباني الملك فليبي السادس نظير اعماله كسفير لجامعة جومي الاول باسبانيا، وتعيينه مديرا  في البلدان العربية لشبكة Deep للحوار وبناء السلام  وإليكم تفاصيل الحوار الذي أجريناه معه.
 
بداية حدثنا عن نفسك وعن مسارك الدراسي والمهني؟
من مواليد مدينة طنجة يوم 16 أكتوبر 1974، خريج مركز تكوين المعلمين بطنجة سنة 1997، حاصل على شهادة الاجازة شعبة الادب الاسباني من جامعة عبد المالك السعدي بتطوان وعلى الماستر الدولي لدراسات السلام والنزاعات والتنمية من جامعة جومي الأول باسبانيا، ومؤخرا على دكتوراه دولية في دراسات السلام والنزاعات والتنمية من نفس الجامعة. رئيس جمعية مبدعون بلا حدود ومدير شبكة DEEP الدولية في العالم العربي وسفير لجامعة جومي الأول بإسبانيا. منسق وصاحب فكرة بعض البرامج الدولية للتربية لأجل السلام، حاصل على جائزة كاستيون للسلام وعلى جائزة احسن مقال في التعايش. لدي مجموعة من المقالات الاكاديمية بعضها نشر في كتب ومجلات علمية وتربوية في الجامعات الاسبانية والمكسيكية ومقالات اخرى تنشر احيانا في بعض الصحف المحلية والوطنية والدولية.
 
لماذا اخترت اسبانيا لإتمام دراستك، وماهي ابرز التحديات التي واجهتك بهذا البلد الايبيري؟
اخترت اسبانيا أولا لقربها الجغرافي من المغرب فأهل مدينة طنجة عموما يعرفون الثقافة واللغة الاسبانية وبما أنني حاصل على الاجازة في الأدب الاسباني من جامعة عبد المالك السعدي بتطوان فضلت الدراسة باسبانيا بحكم اللغة. لكن العامل الاساسي لاختياري اسبانيا هو تواجد شعبة دراسات السلام الدولية والنزاعات والتنمية بجامعة جومي الأول الاسبانية وقبولي للدراسة بها. من بين التحديات التي واجهتني هي الامكانيات المادية غير الكافية، فأحيانا كنت اضطر للعمل لشراء بعض الكتب او المشاركة في بعض المؤتمرات الدولية، لكن الحمد لله كنت القى دعم مادي ومعنوي كبير من عائلتي وأصدقائي سواء في اسبانيا او في المغرب.
 
كباحث مغربي مقيم بإسبانيا هل سبق وأن تعرضت لنوع من أنواع العنصرية؟
بصراحة شخصيا لم أتعرض يوما لأي نوع من انواع العنصرية لكن هناك مواقف كنت احس فيها انني غريب وان هناك صورة نمطية عن المهاجر المغربي وقد سبق لي ان نشرت موضوع في اهم صحيفة محلية بكاستيون أحكي فيه انني احس كمواطن مندمج تماما في المجتمع الاسباني، لكن على الاسبان ان يساهموا في هذا الاندماج بتعاملهم مع المغاربة فالاندماج هو مسؤولية الجميع وليس المهاجر فقط وذكرت واقعة حدثت معي عندما كنت اجدد اوراق الاقامة كنت أذهب على الساعة 6 صباحا ولا استطيع الدخول الى الادارة بسبب كثرة الناس ومرة وصل دوري لكن المسؤول عن الامن منعني من الدخول لانتهاء الوقت المخصص لإيداع الملفات واستغربت للأمر، فقال لي ألا تفهم الاسبانية اقول لك انتهى الوقت وكررها عدة مرات وهو لا يتوقع ان الشخص الواقف امامه حاصل على الاجازة في الادب الاسباني بميزة والماستر بميزة ويحضر الدكتوراه باللغة الاسبانية.
عموما الاسبان شعب مسالم ومعظمهم يحبون المغاربة ويساعدونهم وهناك العديد من القصص الواقعية لكن للأسف الاعلام لا يتكلم عن القصص الجميلة والكثيرة لتعايش المغاربة مع جيرانهم الاسبان في اسبانيا فقط يتم تسليط الضوء على ما هو سلبي.
 
بما انك مقيم بإسبانيا صف لنا اوضاع المهاجرين المغاربة هناك؟
كما هو في علمكم تعاني اسبانيا في السنوات الاخيرة ازمة اقتصادية دفعت مجموعة من المهاجرين المغاربة الى اختيار العودة الى ارض الوطن ومجموعة أخرى إلى البقاء في اسبانيا والصبر على الواقع الصعب الذي يعاني منه حتى الاسبان والبعض إلى البحث على بلد آخر للاغتراب وهذا كان حال المغاربة الحاملين للجنسية الاسبانية فاغلبهم فضل اللجوء الى دول اوروبية مثل بلجيكا فرنسا وألمانيا عوض البقاء بلا عمل في اسبانيا. وعليه فواقع المهاجر المغربي في اسبانيا صعب لكن المغاربة والحمد لله يقاومون الوضع ويتعايشون معه. هذا لا يمنع أن نقول أن هناك البعض استفادوا من الازمة الاقتصادية وانخفاض الاسعار وقاموا باقتناء منزل او انشاء مشروع تجاري جديد.
 
وهل في نظرك تغيرت نظرة الاسبان للمغاربة وللعرب ام لازالت كما هي؟
بصراحة لا يمكن أن نعمم لكن بطبيعة الحال في السنوات الاخيرة تغيرت نظرة الاسبان للمغاربة، فبالأمس القريب كان الاسبان يرون في المهاجر المغربي اليد العاملة فقط، أما الان فالمغربي أصبح كذلك التاجر والمستثمر، ومما زاد في تغيير نظرة الاسبان للمغاربة هو هجرة بعضهم للعمل بالمغرب وتعرفهم على واقع اخر للمغرب والمغاربة. مغرب المشاريع الضخمة والاستثمارات الهائلة ومغاربة أغنياء ومتفوقون. دون أن ننسى سياحة المغاربة في اسبانيا وخصوصا في الجنوب. مما أدى إلى تغير الصورة النمطية التي كانت ترى فقط المغربي كفلاح يعيش على أمل الهجرة إلى أروبا.
في نظري صورة المغاربة ستصبح أحسن اذا عمل المسؤولون المغاربة على تحسين ظروف عيش المغاربة داخل المغرب وفي بلاد المهجر، الأمر لا يتعلق فقط بتحسين الوضع المادي للمغاربة بل كذلك على مستوى التعليم والتربية والصحة. أما بالنسبة للعرب فالصورة تختلف من شخص لآخر فهناك من يرى في العرب الطلبة والأطباء والمهندسين وغيرهم الناجحين في اسبانيا وكذا السياحة الخليجية التي تترك الملايين للأسبان، وهناك من تأثر ببعض قنوات الاعلام الاسباني والدولي ويرى فيهم الارهاب والفقر والتخلف.
 
 كيف يعيش مغاربة اسبانيا اجواء رمضان؟
الحمد لله المغاربة يسعدون دائما بالمناسبات الدينية والوطنية وأجواء رمضان الاسبانية تختلف عن المغرب خصوصا عامل البعد عن العائلة وعدم التمكن من تكييف ساعات العمل مع الصيام وأوقات الصلاة. في المساجد تقام صلاة التراويح ويقوم المحسنون يوميا بتنظيم افطار جماعي في المساجد وأنا اتذكر خلال فترة الدراسة كنت أذهب أحيانا مع طلبة اجانب غير مسلمين للإفطار بالمساجد او ببعض المقاهي مجانا. ما ينقص المهاجر المغربي هو الاحساس بالعيد وفرحة يوم العيد فعلى المسؤولين المغاربة العمل سويا مع زملائهم الاسبان وتدارس فكرة اعلان يوم العيد عطلة رسمية مثلا، لكي يستطيع الجميع الاحتفال مع العائلة.
 
الا تفكر في العودة الى المغرب، والعمل على جعل الخبرة التي راكمتها يستفيد منها بلدك؟
بالطبع افكر بالعودة الى المغرب والعمل لكي يصبح المغرب رائدا عربيا وإفريقيا في دراسات السلام والتنمية، وكسفير لجامعة جومي الأول التقيت برئيس جامعة عبد المالك السعدي وزرت الجامعة الدولية بالرباط، وأنا على اتصال بعميد كلية الاداب والعلوم الانسانية بتطوان السيد سعد الزموري، وأملي ان نتعاون سويا لخلق شراكة مع جامعة جومي الاول باسبانيا والعمل مع بعض، خصوصا في مجال دراسات السلام.
 
كلمة اخيرة لقراء ومتابعي موقع بلادْنا.كوم
أتمنى لكم ولجميع المتتبعين لقناة بلادنا.كوم عيد فطر سعيد وأشكركم على دوركم الطلائعي في مجال الاعلام وهو مجال هام وله تأثير مهم على السلام والأمن والتنمية في العالم وفقكم الله.

الموقع: http://bledna.com/2015/07/marocains-du-monde/marocains-monde-portrait/85302.html

No comments:

Post a Comment