Sunday, April 17, 2011

انتفاضة الشعب والملك ضد الإهانة

جلست أشاهد جلسة مجلس المستشارين التي بثتها القناة الأولى مباشرة يوم الثلاثاء المنصرم وأستمع إلى وزير المالية وهو يتحدث عن آلاف الملايين من الدراهم التي يعلم الله وحده أي جيب أو جيوب تستفيد منها، وصدمت عند سماعي رئيس المجلس يقاطع تدخل أحد المستشارين ويصرخ بصوت عال قائلا "وابنادم وابنادم الوقت انتهى". صراحة لم استوعب الموقف وسألت نفسي إذا كان رئيس مجلس المستشارين من داخل المجلس، وتحت أضواء الكاميرات، وخلال بث مباشر على قناة فضائية يخاطب مستشار بهذا الأسلوب اللا أخلاقي فكيف سيتعامل هذا المسؤول وأمثاله مع المواطن العادي الذي يحرس السيارات والعمارات، والبطالي، والمتسول، والمعاق، وأطفال الشوارع، والخادمات، والعاملات، والموظفات، الخ. بالأمس القريب كنت أظن أن هذه الفئة الكادحة هي التي تبحث عن الكرامة أما من وصل إلى قبة البرلمان ومجلس المستشارين فيتمتع بحصانة ضد الإهانة، والحقيقة أننا والحمد لله في مغرب الديمقراطية والمساواة حتى المستشار والمسؤول يهان

نحن شعب تعودنا على إهانة الآخر، الكبار يهينون بعضهم والصغار كذلك، حتى أصبحنا لا نعرف معنى للكرامة. وهذا هو التحدي الذي يواجه الشعب المغربي حاليا. فالثورة أو الانتفاضة إن لم تنتج شعبا كريما فلا جدوى منها ولا من التغيير، خاصة ونحن نرى كل يوم على شاشة التلفزيون نفس الوجوه التي ساهمت في تحقير وإهانة المواطن المغربي تتكلم باسم الثورة وعن أهمية تغيير الدستور. وكأن المغرب بمجرد تغيير الدستور وتقليص صلاحيات المؤسسة الملكية سيتصدر ترتيب الدول من حيث التنمية البشرية

على هؤلاء الأشخاص الذين ساهموا من قريب أو من بعيد في الوضع الحالي للشعب المغربي أن يخجلوا قليلا ولا يستخفوا بالمواطن المغربي البسيط ويتعاملوا معه على أنه أغبى إنسان في الوجود، لأن المواطن المغربي رغم بساطته فهو ذكي بطبعه ويعي أن التغيير يجب أن يكون شاملا. هذا يعني أن تغيير الدستور ليس كافيا فالمطلوب محاكمة المسؤولين عن الفساد وانعدام العدالة الاجتماعية، وتغيير عقلية الأحزاب والمسؤولين وحتى المواطنين، لكي يصبح الجميع مواطنا صالحا، نافعا لنفسه ولغيره، يعتز ببلده ودينه وكرامته

هذا هو التغيير المنشود في المغرب علينا أن نشارك فيه جميعا انطلاقا من تغيير أنفسنا للأصلح "حتى تغيروا ما بأنفسكم" لأننا شاركنا في الوضع الراهن للمغرب بسكوتنا وقبولنا العيش بدون كرامة. لقد حان الوقت لنستيقظ جميعا ونصرخ بصوت واحد لا للاستخفاف بالمواطن المغربي والعيش بدون كرامة، لنجعل من هذه الانتفاضة انتفاضة الشعب والملك ضد كل من يعتبر نفسه فوق القانون، وضد الفساد، والمحسوبية، وانعدام العدالة، والرشوة وخصوصا الإهانة

Sunday, April 10, 2011

الانتفاضة السلمية للشعوب ضد الإهانة و من أجل الكرامة


كثر الكلام عن شباب الفيسبوك أو شباب 20 فبراير أو من يسمون بشباب التغيير فأصبح الجميع شابا، حتى بعض شيوخ الأحزاب الوطنية التي عانى المغاربة من سوء تدبيرها لشؤونهم الداخلية والخارجية، لبسوا "تيشورتات" وخرجوا إلى الشوارع يتكلمون باسم الشباب، ينددون بسوء الأوضاع ويطالبون بالتغيير وكأنهم ضحايا وليسوا مسؤولين عن اتساع الهوة بين أقلية صنفهم البعض ضمن سكان المغرب النافع و أغلبية ينتمون إلى المغرب غير النافع

المشكلة الكبيرة هي أن اغلب هؤلاء الشيوخ الذين يغيرون انتماءاتهم الحزبية حسب ما تتطلبه كل مرحلة سياسية، أرادوا تغيير حتى أعمارهم ليتزعموا ما يسمونه بالثورة الشبابية وتناسوا انه حسب تعريف منظمة الأمم المتحدة: الشباب هم أشخاص مابين سن 15 و24، وليس كل سياسي فاشل يعيش مرحلة المراهقة المتأخرة

هؤلاء الشيوخ لم يفهموا كما فهم بنعلي أننا هرمنا، هرمنا ونحن في عز شبابنا من أكاذيبهم، ولم يدركوا أن الفهم المتأخر للحقائق والتهاون في المسؤولية هو غباء سياسي تعاقب الشعوب مرتكبه بالرمي في مزبلة التاريخ. فالرئيس الهارب زين العابدين بن علي لم يشفع له أن الجمعية العامة للأمم المتحدة صادقت أواخر السنة الماضية بالإجماع على قرار يعتمد مبادرته بإعلان الفترة مابين غشت 2010 و غشت 2011 سنة دولية للشباب، وكان أول ضحية لما أصبح يعرف بثورة الشباب والتي لا علاقة لها لا بالشباب ولا بالفيسبوك

فحسب موقع الفيسبوك نفسه الذي يستخدمه أكثر من 500 مليون شخص في العالم، يقدر عدد مستخدمي هذه الشبكة في المغرب بثلاثة مليون شخص من بين أكثر من 32 مليون مغربي. فكيف يعقل أن نسمي هذه الثورة ثورة الفيسبوك وعدد مستعمليه في المغرب لا يفوق العشرة بالمائة. إنها حقا إهانة لكل مواطن مغربي لا يستعمل الفيسبوك ويطمح للتغيير ولكل المغاربة الذين عاشوا سنوات الرصاص ولكل غيور على كرامة المغاربة اعتقل واخفي وهجر منذ استقلال المغرب، لأن الثورة الحقيقية بدأت منذ زمن بعيد وليس يوم 20 فبراير أو عبر الفيسبوك


و حتى وإن صدقنا بأن عشرة في المائة من الشعب أو الأقلية قادرة على التغيير، لماذا لم تغير الأحزاب والحكومة والبرلمان والمستشارين وضع المواطن المغربي على مدى السنين؟ حتى أصبح المغرب يحتل المرتبة 127 عالميا حسب مؤشر التنمية البشرية بينما تحتل فلسطين المحتلة والمحاصرة المرتبة 106 لكي لا نقارن أنفسنا بالجارة الإسبانية التي تتواجد في المرتبة 16. ماذا فعل هؤلاء الشيوخ الذين يحسنون فقط التصفيق وتقبيل الأيادي في المناسبات بالمبادرة الملكية للتنمية البشرية منذ 2005؟ لماذا تموت النساء المغربيات بالآلاف سنويا أثناء الوضع؟ لماذا مازالت هناك قرى معزولة نهائيا عن العالم بالمغرب؟ لماذا لم تنجح مدرسة النجاح إلا في نجاح الفشل؟ لماذا تصف القنوات العربية بناتنا ونساءنا بالسحر والدعارة؟ لماذا يهاجر أطفالنا عبر قوارب الموت؟ لماذا تهرب أموال المغاربة إلى الخارج وهم جياع بالداخل؟ لماذا يضرب المواطن المغربي أمام البرلمان وهو حامل لشهادة الدكتوراه؟ لماذا لم تنجح المؤسسات المغربية في تكوين جيل يعتمد المواطنة الصادقة والفاعلة في حياته اليومية؟ وأسئلة أخرى تحير المغاربة زنغا زنغا، بيت بيت، ومخ مخ، رغم أن الإجابة عنها سهلة ويعرفها الجميع ومكن تلخيصها في كلمة واحدة: الإهانة

علينا أن نعي جميعا أن السبب الحقيقي وراء كل الصراعات والمشاكل التي تعاني منها الإنسانية ليس فقط وطنيا بل حتى دوليا هو الإهانات التي يتعرض لها الإنسان من أخيه الإنسان وقد فطره الله تعالى على الكرامة "ولقد كرمنا بني آدم"، هذا ما يجعلنا نؤكد على أن ما يحدث في العالم العربي وما يمكن أن ينتقل إلى دول أروبية وغيرها ما هو إلا انتفاضة سلمية للشعوب ضد الإهانة وبحثا عن الكرامة وكل مشارك في هذه الانتفاضة مهما كان عمره وانتماؤه السياسي أو الديني إن لم يكن فعلا يدافع عن كرامة الإنسان فلا داعي لكي يصبغ شعره الأبيض أو يسجل نفسه على الفيسبوك لأن الثورة ليست ثورة شباب ولا ثورة فيسبوك بل هي ثورة: الكرامة

La intifada pacífica de los pueblos árabes por la libertad y la dignidad ha comenzado


Hace poco, nadie podía adivinar que en menos de un mes podíamos presenciar la caída de algunos regímenes árabes que gobernaron sus pueblos con mano de hierro durante 2, 3 y hasta 4 décadas, como es el caso de Libia. Pero lo imposible se convirtió en posible y el miedo que tenían los pueblos se trasladó a los gobernantes que buscan la manera de calmar a sus pueblos en un último intento de conservar sus sillas y su dignidad. Una dignidad de la cual privaron a sus pueblos durante décadas y que ha sido el verdadero motor de esa revolución popular.


Lo que está pasando actualmente en el mundo árabe no es una revolución que reivindica solamente cambios sociales y políticos, sino es una intifada pacifica que reclama el derecho de los pueblos a disfrutar de la dignidad y a no ser humillados y llamados ratones, como llamó Gadafi en Libia a sus ciudadanos que por primera vez gritaron basta ya, es suficiente con 42 años de humillación. Al mismo tiempo no es un intento de Hamas o de Hizballah para islamizar el mundo árabe. Al contrario, es un grito de gente de diferentes clases sociales y religiones que quiere controlar su vida y no quiere ser manipulada y horrorizada con la mentira del choque de civilizaciones y de religiones. Es lo que sin duda mostraron los miles de cristianos coptos en Egipto que protegían a los musulmanes, de los seguidores de Mubarak, mientras rezaban en la plaza de la Libertad, y es el mensaje que intentaron mandar los miles de musulmanes que asistieron, por primera vez, junto a los coptos una misa al aire libre y todos gritaban Amén a la libertad, Amén a la dignidad y Amén a la justicia.


Esa unión y convivencia entre personas de diferentes culturas, religiones e identidades muestra al mundo que jamás había existido un choque o enfrentamiento entre las culturas, las religiones, o las civilizaciones, lo único que había conocido la humanidad era y sigue siendo un choque entre los humillados y los humilladores, entre los que buscan la dignidad y los que les privan de ella para preservar sus intereses, o sea, un choque entre la humillación y la dignidad.


Por eso, aunque todo el mundo sabe que esa intifada popular de los jóvenes árabes contra sus opresores, que pueden ser la élite y no solamente los presidentes, empezó con Mohamed Bouzizi quien se quemó en protesta por la humillación y por la falta de libertades en su país, nadie puede adivinar a dónde irá a parar y si contagiará a otros países occidentales o otros continentes ya que hay miles de millones de personas en el mundo que sufren la marginación, la injusticia y la humillación.


De hecho, hay que tener claro que es una intifada pacífica y que su objetivo principal no es derrocar solamente a los presidentes árabes ya que no son los únicos opresores y dictadores del mundo, sino es un mensaje claro de la mayoría silenciada a todos los responsables del mundo de que el pueblo puede dormir años y décadas pero en un momento puede despertarse y decir: No a la injusticia y No a la humillación.


Es obvio, que todos debemos escuchar al pueblo y apoyarlo en su intento de empoderamiento y de búsqueda de la dignidad y de la libertad, es la única manera que tenemos como ciudadanos del mundo para vivir en paz ya que la libertad de los pueblos es el verdadero camino hacia la paz, y cualquier proceso de diálogo y de alianza, si no cuenta con la participación del pueblo, se quedará almacenado como productos de presidentes en los cuales sería mejor escribir: consumir preferentemente antes de la revolución de los pueblos.


Al fin y al cabo, tanto los presidentes como el pueblo saben que la carta de Naciones Unidas empieza con “Nosotros los pueblos” y por lo tanto son los pueblos los que tienen el derecho a elegir de manera democrática y pacífica a sus representantes y a su futuro. Unos representantes que no siempre serán corruptos. De hecho, no todos los gobernantes actuales son corruptos ni todos los que vendrán serán ángeles. En el mundo hay gobernantes que hacen lo posible para el bien de sus pueblos, pero a menudo chocan con los intereses de la élite y de algunas personas que se benefician de la pobreza, del analfabetismo y de la humillación de los pueblos. A esas personas va dirigida esa intifada pacífica de los pueblos que saben que no podrá haber paz mientras haya pobreza, injusticia y humillación.