نشرت الصحفية المغربية شامة درشول المتخصصة في الاعلام الالكتروني يوم
الجمعة 13/09/2013 على صفحتها في الفيسبوك
الكلام التالي: «لم اكن احب سماع خطب الجمعة وأنا ارى امام مكة يدعو على
اليهود والنصارى ويلعنهم في حين بابا الفاتيكان يدعو للسلام على الأرض وحاخام يهود
المغرب يدعو من اجل امن المغرب وملكه وشعبه، اليوم خطبة امام مكة خلت من اللعنات
وتحدثت عن 'الاختلاط' بغير المسلمين ونبذ الانعزال بدعوى ان الاخرين غير مؤمنين،
معتقداتنا مثل العلم يجب ان تخضع دوما للاختبار والتمحيص حتى نضمن انها في خدمة
صالح البشرية».
وكان تعليقي كالآتي:
شكرا أستاذة شامة على اثارة هذا الموضوع. أذكر حوارا أجرته مجلة عالم
التربية مع الدكتور المهدي المنجرة ونشر في عددها 17/2007 قال فيه: أتمنى أن يسلم
المسلمون. فعلا يجب علينا كمسلمين أن نراجع معتقداتنا ونعيد فهمنا لديننا وندرس
الإسلام الذي لم ينهانا عن الاعتراف بالأخر واحترامه خصوصا أهل الكتاب. ففي القران
والسنة النبوية العديد من الادلة على وجوب احترام الاخر كيفما كانت معتقداته،
ومجادلته بالتي هي أحسن. لكننا وللأسف ابتعدنا كل البعد عن الاسلام الذي بعث نبيه
رحمة للعالمين وأغنى الحضارة الإنسانية بإتمامه لمكارم الاخلاق، وهذا هو السبب
الحقيقي وراء ضعف وتخلف المسلمين اليوم، فأصبحنا نشاهد كيف ينحر المسلم اخاه المسلم
ويقطع رأسه ويستأصل قلبه تحت هتافات الله أكبر، وكيف تجبر المسلمات على امتهان
الدعارة بدعوى جهاد النكاح، وكيف يقتل الالاف من المسلمين على يد اخوانهم المسلمين
في يوم واحد تحت غطاء الثورة والحرية، متجاهلين قوله عز وجل: «وَمَا كَانَ
لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً».
إذن بعدنا عن الاسلام وفهمنا الخاطئ لمبادئه وقيمه هو السبب فيما يحدث
اليوم في كل من سوريا، مصر، تونس، اليمن، البحرين، ليبيا، وغيرها من الدول العربية
التي اختارت الاسلام دينا لدستورها. ولقد أخبرنا بهذا سيدنا عمر بن الخطاب حين قال
«نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره
أذلنا الله».
لهذا أنا أتفق معك أستاذة شامة ومع
الدكتور المنجرة، وادعوا الجميع للدعاء أولا إلى المسلمين بالاسلام قبل الدعاء على
أهل الكتاب باللعنة، فبعضهم أحسن حالا منا بتعاملهم وتراحمهم واحسانهم، وخير دليل
على أنهم ليسوا سواء، القرأن الكريم وما أخبر به ابن مسعود عن سبب نزول الاية
الكريمة "ليسوا سواء" حيث قال: أخَّرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليلةً صلاة العشاء، ثم خرج إلى المسجد فإذا الناس ينتظرون الصلاة، فقال: إنه ليس
من أهل الأديان أحد يذكر الله تعالى في هذه الساعة غيركم، قال: فأنزلت هذه الآيات
«لَيْسُواْ سَوَآءً مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ
ٱللَّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ(113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ
وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا
يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ
(115)» سورة آل عمران.
سعيد بحاجين
باحث في كرسي اليونسكو لفاسفة السلام -اسبانيا-
No comments:
Post a Comment