أيها الشعب المصري العزيز،
أنا إنسان أحبك، يحبك وسيحبك دائما. تعرفت عليك منذ الصغر عبر
المسلسلات والأفلام والأغاني والقصص، وعند الكبر في المنتديات الدولية والكتب
العلمية والمراجع الثقافية، وتيقنت بأن مصر هي فعلا أم الدنيا. لكن اليوم وأنا أشاهد
ما يحدث في مصر أتساءل كيف لأم تلقب بأم الدنيا لا ترحم حتى أبناءها، وكيف بأبناء
لا يبرون بلدهم حتى ولو كان يلقب بأم الدنيا.
أعرف منكم العسكري والمدني، القبطي والمسلم، المتدين
والعلماني، الدبلوماسي والعامل البسيط، كلهم أصدقائي وأحبائي، ليس فيهم إرهابي واحد، بل كلهم يحبون مصر ويمثلونها
دائما أحسن تمثيل في الداخل والخارج. لكن اليوم بعد الثورة كما يسميها بعضكم أو
الانقلاب كما يسميه البعض الاخر منكم، أتساءل من أنصر منكم؟ كلكم على صواب وكلكم
أخطأتم الصواب. لذا من فضلكم لا تجعلوني أختار أو أفرق بينكم لأني أحبكم جميعا، ولأنكم
بتفرقكم تشتتون شملكم وتقتلون أم الدنيا بأيديكم، ولن يحترم التاريخ شعبا دمر
نفسه، ولا جارا قتل جاره ولا مسؤولا خرب بلده.
أيها الشعب المصري العزيز،
أناشدك الله أن تعود لرشدك،
واعلم أن العنف ليس هو الخيار الصائب ولا الطريق السليم والطبيعي لحل أي نزاع بين
الإخوة. تذكر أن الصلح خير، وأنكم كلكم أبناء مصر، ومصر لا تحتاج حاليا إلى دماءكم
بل إلى أفكاركم، واختلافكم، وتعايشكم، وتسامحكم، لتقول للعالم أجمع أنا فعلا أم
الدنيا وكل أبنائي بدون استثناء يحبونني ويبرونني ويتوحدون من أجلي في السراء والضراء.
سعيد بحاجين
باحث بكرسي اليونسكو لفلسفة السلام -إسبانيا-
No comments:
Post a Comment