Saturday, July 4, 2015

أمندا فجيراس: الصحفية الإسبانية التي اعتنقت الإسلام


نشرت صحيفة الموندو الإسبانية مؤخرا مقالا لأمندا فجيراس تحكي قصتها كإسبانية مسلمة اعتنقت الإسلام بعدما فوجئت بجهلها بدين يتبعه الكثير من الناس في العالم، فبدأت تبحث لمعرفة حقيقة الإسلام، لتقتنع به كدين يجعلها تحس بالسلام. تقول أمندا: "اقنعتني أركان الإسلام الخمسة"، "ولأول مرة أحسست بوجود الله"، "أدهشني هذا الإحساس لأنني كنت دائما أعرف نفسي كملحدة"، "في البداية كنت خائفة لكنني تشجعت بعدما علمت أن اعتناقي للإسلام لن يضر أبدا بصحتي ولا بكرامتي".
وتضيف أمندا الكثير يستغربون كيف لامرأة عاقلة وحرة أن تختار هذا الطريق ويظنون أن وراء القرار زوج مسلم أرغمها على ذلك، رغم أن لكل واحد أسبابه الخاصة لاعتناق الإسلام. فكما للمرأة القدرة على اختيار حياتها وبيتها وعملها وسيارتها لها الحق كذلك في اختيار دينها. وتؤكد أن في إسبانيا المختلف لا يعجب الناس، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالإسلام، لأنه يرتبط في مخيلة الجميع بالهجرة والفقر وأن المرأة المسلمة هي المحجبة ذات الملامح العربية التي تنجب الكثير من الأطفال، وأن الرجل المسلم هو الملتحي، الدائم الصراخ، الذي أصبح مؤخرا يعرف بقاطع رؤوس البشر. والسبب في هذه الصورة السلبية للإسلام في اسبانيا حسب أمندا هو عدم إخبار الإسبان بقصص النجاح عند المسلمين، فلا أحد يهتم بالنساء المحجبات اللواتي تفزن بجائزة نوبل ولا بالوزيرات أو الرئيسات المسلمات. وتستغرب لأن صورة الإسلام تكون سلبية فقط عندما يتعلق الأمر بالمهاجرين البسطاء، فهناك إسلام لا يزعج وهو إسلام لاعبي الكرة الناجحين ونساء النخبة العربية. تقول أمندا "أتذكر غلاف مجلة Hola الإسبانية التي نشرت في عددها لشهر يناير 2010 صورة للملكة ليتيسيا بحجاب أبيض تحت عنوان: مبهرة وكأنها أميرة من الشرق". وبالتالي حسب قولها الحجاب لا يقلق عندما تضعه الأميرات، فالمقلق هو حجاب عائشة وفاطمة وليس حجاب أميرة قطر مثلا. وتضيف في اسبانيا الناس لا يتقبلون الشخص المختلف إلا إذا كان لديه مال.
وتحكي أمندا بعض تجاربها مع أصدقائها وتقول "في البداية كنت أبكي كثيرا لعدم استطاعتي السيطرة على كثير من المواقف وعلى الكم الهائل من المعلومات الخاطئة التي كنت أهاجم بها". وبما أن أغلب الانتقادات كانت تتمحور حول الحجاب فإنها تتساءل "أليس الأهم هو ما نحس وليس ما نلبس؟" لأن "الاسلام في القلب وليس في الملابس" وتضيف "إنه أمر محبط أن تعرف أن الآخر ينظر إليك وكأنك امرأة مطيعة تتعرضين للانتهاكات"، "المسلمات سئمن من الكلام عن الحجاب"، "أتمنى أن لا يحكم علينا من طريقة لباسنا".  
بالنسبة لأمندا بالإضافة إلى قضية الحجاب فعموما المسلمون يعانون في أوروبا، وبالتالي ليس من السهل أن تكون مسلما في أوروبا لأن هناك من يربط الاسلام بالدول العربية، ويبرر تعامل أوروبا مع المسلمين كون أن المسيحيين هم أسوأ حالا في الدول العربية، متجاهلا أن غالبية المسلمين هم أسيويون وأن واقع المسيحيين في الدول العربية لا يعطيه الحق في الإساءة للمسلمين. وتؤكد "اذا لم تكن مسلما في اوروبا فلن تدرك تواجد الاسلامفوبيا بها. فوفقا لدراسة نشرت أبريل الماضى من قبل مركز بيو للأبحاث 42% من الأسبان لديهم آراء سلبية عن المسلمين".
في النهاية تخلص أمندا إلى أن حياتها مثل حياة أي شخص آخر فقط تخصص بعضا من وقتها لتذكر الله عز وجل، وأنه يستوجب على المسلمين أن يبذلوا جهدا من أجل تواصل أكثر وأفضل، وأن يقوموا بفتح المساجد والتعريف بعقيدتهم، "يجب علينا أن لا نتكلم عن الدين فحسب بل كذلك عن التربية والصحة والحقوق والمطالبة بموقعنا كمواطنين". وتضيف "الإسلام ليس هو الحجاب، ولا داعش أو أي نوع من الإرهاب، فالإرهاب لا دين له، وأولئك الذين يدعون أنهم مسلمون يستغلون أصوات الغالبية المسلمة الصامتة التي لا تتكلم".
سعيد بحاجين
دكتور في دراسات السلام الدولية والنزاعات والتنمية
 
 
 
 

 

No comments:

Post a Comment