شاركت جمعية مبدعون بلا حدود التي تم تأسيسها سنة 2006 بمدينة طنجة في المنتدى الرابع لتحالف الحضارات للأمم المتحدة الذي انعقد في مركز قطر الوطني للمؤتمرات تحت شعار "حوار الثقافات خدمة للتنمية" وسط مشاركة كبيرة لعدد من رؤساء الدول ووفود من مختلف دول العالم، وممثلي منظمات دولية، وممثلي المجتمع المدني والهيئات وممثلي للسلك الدبلوماسي المعتمدين بقطر وإعلاميين من منابر دولية.
خلال مراسم الافتتاح التي أشرفت عليها الشيخة موزا بنت ناصر أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على أهمية تحالف الحضارات في إحلال السلام والتسامح في العالم. وقال في كلمته أمام المنتدى "إن دعم العدالة والكرامة والفهم المشترك تعد قيم في جوهر تحالف الحضارات". ونبه كذلك إلى أهمية أن تشهد الدول التي هي في مراحل انتقالية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا انتقال سلمي للسلطة وإلى تعزيز وترسيخ عملية المصالحة لتحقيق النجاح المطلوب.
وبعد كلمة الرئيس الألماني كريستيان فولف، ونائب الرئيس الاسباني منويل تشافس، والممثل السامي لتحالف الحضارات خورخي سمبايو، تم عرض كلمة مسجلة للسيد رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركي الذي لم يتمكن من الحضور بسبب العملية الجراحية التي أجراها مؤخرا، أكد فيها أنه يشعر بالاعتزاز والحماسة عندما يرى تحول المبادرة الصادقة من قبل تركيا واسبانيا إلى حركة إنسانية عالمية. وأضاف: إنه تزامنا مع المنتدى الثالث لتحالف الحضارات في البرازيل شهد البحر المتوسط عملية قرصنة كبيرة، حيث تم الاعتداء على أسطول الحرية الذي كان ينقل مساعدات إنسانية إلى أهالي قطاع غزة المتضررين، والفقراء حيث سقط تسعة من الأبرياء والناشطين في العمل الإنساني، بينما كنا نناضل في البرازيل من اجل تحقيق السلام والعدالة في العالم، فقد تم تخريب السلام والرفاهية والقانون الدولي في البحر الأبيض المتوسط. وقال كذلك "انه مادام إرهاب الدولة يستمر في الشرق الأوسط ويستمر معه تخريب مساعي المصالحة وقصف الأطفال الأبرياء بالقنابل واسر الناس الأبرياء في السجون المفتوحة، فإننا لن نرى السلام يعم العالم، هذا بالإضافة إلى الدكتاتوريات الموجودة في المنطقة التي تطلق النار على الشعوب".
كما أكد الحضور بصفة عامة خلال أعمال المنتدى، التي دامت ثلاثة أيام وعرفت حضور أزيد من 2000 شخص يمثلون 130 دولة ومنظمة دولية، عن دور التعليم في تحقيق التنمية المستدامة. وجاء تدخل رئيس جمعية مبدعون بلا حدود، سعيد بحاجين، أستاذ التعليم الابتدائي بنيابة طنجة-أصيلة، وباحث في كرسي اليونسكو لفلسفة السلام، والذي يعد حاليا أول رسالة دكتوراه في موضوع تحالف الحضارات والتعايش السلمي في جامعة جومي الأول بإسبانيا، ليؤكد أنه لا تنمية بلا تعميم جودة التعليم وليس التعليم فقط، وركز على أهمية إعداد الفضاء المدرسي ليكون في مستوى التحديات، وأضاف: لكي تقوم المدرسة بدورها في تعزيز التفاهم بين الثقافات وتحقيق التنوع الثقافي، لابد من الاهتمام برجال ونساء التعليم ومساعدتهم بكل الطرق لتخطي الصعاب التي تواجههم خصوصا بالعالم القوي، لأنه لا يمكن أن نتجاهل دور المربين والمعلمين في غرس القيم الثقافية والأخلاقية وثقافة التنوع عند الأطفال. كما تقدم باقتراحين لبرنامج تحالف الحضارات، أولهما إنشاء شبكة مدارس من أجل تحالف الحضارات وتخصيص حصة زمنية ولو مرة في السنة الدراسية لتبادل الخبرات والتجارب بين المتعلمين والمعلمين من مختلف دول العالم، وكذا للقيام بأنشطة وبرامج يشارك فيها الأطفال في مواضيع الحوار والتعايش السلمي بين مختلف المدارس، والثاني جعل المنتدى الخامس لتحالف الحضارات الذي سيعقد سنة القادمة بالنمسا نقطة تحول في مسار البرنامج وذالك بإدماج الأطفال في أعمال المنتدى على غرار المنتدى الرابع الذي يعتبر نقطة تحول بسبب المشاركة الفعالة للشباب، لأن أهداف التحالف ستتحقق فقط عندما يشارك الجميع صغارا وشبابا وكبارا في إحلال السلام والأمن والتنمية.